اختتمت يوم الثلاثاء 15 نيسان/ أبريل 2025 أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في موضوع "وسائط التواصل الاجتماعي: جدلية تدفق المعلومات وحرية التعبير والمراقبة والسيطرة".
شهد اليوم الرابع من المؤتمر تقديم ست أوراق في جلستَين؛ ترأّس الأولى باسل صلّوخ والثانية مدوخ عجمي العتيبي. استهلّ نديم منصوري أعمال هذا اليوم بورقة عنوانها "العصبية والممارسات الاجتماعية في المجتمع الرقمي: قراءة سوسيو - رقمية"، ناقش فيها تأثير مفهومَي العصبية لابن خلدون والهابيتوس لبيار بورديو في تشكيل الممارسات الاجتماعية الرقمية في المجتمع الرقمي، مع التركيز على استغلال السلطة السياسية لهذه الديناميات لتحقيق مصالحها. ثم عرضت محجوبة قاوقو ورقتها "وسائط التواصل الاجتماعي والمراقبة الإلكترونية: دراسة أنثروبولوجية في سير حياتية رقمية"، التي خلصت فيها إلى أنّ الفاعلية الرقمية المكثفة والممتدة زمنيًّا، تحدّ من الحقّ في الخصوصية، وتغيّر تمثّل الأفراد للحرية الرقمية، من جرّاء ضغط الأنظمة الإِتيكنولوجية. وفي موضوع الاعتراف في المجال الرقمي، حاجّ هشام كموني في ورقة عنوانها "الاعتراف الرقمي على وسائط التواصل الاجتماعي: التنافس من أجل كسب المقبولية الاجتماعية"، بأنّ الاعتراف الرقمي، إضافةً إلى كَوْن الفضاء الذي يتحقق فيه يفترض تواصلًا مفرطًا ومستلبًا، يظل مؤقتًا ولحظيًّا، وغير حواري وغير متبادل، وليس صدقيًّا أيضًا، بل إنه شفافٌ وسائلٌ؛ نتيجةً للتحكم اللوغاريتمي.
وفي الجلسة الثانية عشرة والأخيرة من أعمال المؤتمر، قدّم عمر احرشان ورقة عنوانها "الحراكات الاحتجاجية في المغرب ووسائط التواصل الاجتماعي: حدود التأثير والتأثّر"، هدف فيها إلى تحليل العلاقة بين الحراكات الاحتجاجية الميدانية والنشاط على وسائط التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي في مغرب ما بعد الربيع العربي، منطلقًا من فرضية وجود علاقة تأثير وتأثّر بينهما، لكنها ليست علاقة جامدة ومستنسخة بالأثر نفسه بالنسبة إلى كل الحراكات. ثم أعقبته عديلة تبار بورقة عنوانها "خطاب ما بعد الحقيقة من الثورة إلى المرحلة الانتقالية في السودان: دراسة في دور وسائط التواصل الاجتماعي"، أوضحت فيها أنّ وسائط التواصل الاجتماعي اضطلعت بأدوار إيجابية في التعبئة لانتفاضة كانون الأول/ ديسمبر 2018 التي أطاحت نظام عمر البشير، وفي المقابل، أحدثت اضطرابًا وحيرة في أوساط القطاعات الشعبية بسبب بروز خطاب ما بعد الحقيقة الذي كانت الأخبار الكاذبة وقوده، وقد أفضى ذلك إلى تنامي الاستقطاب بين شباب الثورة وناشطيها. وختم تشارلز حرب الجلسة بورقة عنوانها "الأطر النفسية - الاجتماعية للخطاب العربي عبر وسائط التواصل الاجتماعي: تحليل رقمي لخطاب الكراهية والتحريض على العنف في تونس"، هدف من خلالها إلى استكشاف عوامل نشر الكراهية والتحريض على العنف في تونس من خلال تحليل محتوى الخطاب على وسائط التواصل الاجتماعي، وبتوظيف أدبيات علم النفس الاجتماعي، مقترحًا أداة تقنية لتوسيم التغريدات؛ ما يفتح الباب لإجراء دراساتٍ مماثلة في سياقات عربية أخرى.
في ختام أعمال المؤتمر، قدّم المفكر العربي عزمي بشارة ملاحظات ختامية بعنوان "أبحاث شبكات التواصل الاجتماعي: قضايا وتحديات"، في جلسةٍ ترأَّسها حيدر سعيد، متطرقًا فيها إلى ما يميّز منصات التواصل الاجتماعي من وسائل الإعلام الأخرى، ومتناولًا بالتحليل هذه المنصات بوصفها فضاءً عموميًا بملكيةٍ خاصة، إضافةً إلى مسألة المراقبة والرقابة الذاتية عبرها، وإذا ما كانت شبكات التواصل الاجتماعي تؤدي دورًا في تغيير قيم المجتمعات وثقافتها من جهةٍ، وأثرها في المجال السياسي من جهةٍ أخرى.
وتُوجّت أعمال الدورة العاشرة بحفل توزيع "الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية"، الذي قدّم فيه رئيس لجنة الجائزة عبد الوهاب الأفندي حصيلتها لهذه الدورة.